نسيان كان فيه امل اللقاء من جديد مستحيل, بينما كانت هي
قد سلمت للأمر و اعتبرته ذكرى ماضية فاذا به يظهر في طريقها من جديد من غير حسبان
. التقت العيون و التفتا مرة اخرى اعتقدا
أن ما رأته العيون كان مجرد تخيل فأعاد كلا" منهما النظر مرة أخرى ليتأكد من أن ما كان هو
حقيقي . فطالت النظرات و أطال الصمت أكثر فتكلمت العيون و انشل اللسان و تبدلت
المشاعر و صارت دقات القلب غير دقات وحتى الهمسات تغيرت. و بعد سكوت طويل قرر صاحب
الصوت ان يفرج عنه :
هو : كيف حالك؟
هي : بخير و الحمد
لله
لحظات صمت أخرى
...
هو : لما الصمت
هي : تفاجأت
برؤيتك من جديد!
هو : اشتقت اليكِ!
هي : شكرا"
لك
هو : شكرا" !
ألم تعريفيني أنا حبيبكِ ! أنا حبكِ القديم!
هي : لا لقد عرفتك
, لكنك كما قلت الحب القديم , أي ان الشيء القديم لا رجعة له و مضى! كيف هي حياتك
الجديدة؟
هو : الحقيقة اني
اشتقت اليكِ , و لم انتظر منكِ هذا الرد, أيعني أنك نسيتيني, و كل شيء كان بيننا
لم يكن حقيقي حتى الحب! افهم انكِ لم تحبيني يوما" ؟
هي : انت اعترفت
بأنه قديم , و فيما يتعلق بحبنا لطالما حاولت و عملت جاهدة للمحافظة عليه و انت
الذي كنت تستمر بالبعاد و تصرفاتك جعلت منه قديم بدل من ان تحافظ عليه. لكن كل هذا
الحوار لا اهمية له , فكل واحد اختار طريق عكس الأخر.
لحظات صمت أخرى...
يخترقها صوت الضجيج...
هو : شكرا"
لكي على كل شيء !
و التف و تابع
سيره و تركها مرة اخرى و حيدة من غيرأن يكمل الحديث متهربا" من حقيقة لطالما
حاول أن يغيرها, فحاول أن يضع نفسه في موقع المظلوم و المغلوب على أمره .
متناسيا" دموعها و تنهدات بكائها التي كانت أيام عشقهما و في اوقاتهما
العصيبة التي كان يحاول فيها التملص من الحب الذي قضى أيام و شهور يحاول الحصول عليه, على أن يسمع منها كلمة ترويه أو
احساس يشبعه , فها هو خسرها بعد أن كانت بين يديه و ملك لقلبه .
بعد رحيله مرة
أخرى, اندهشت لحاله, تعجبت لعودته و حديثه الذي أوحى لها بأن الفراق كان بالأمس ,
فالحنين كان يعبق بكلماته و الاشتياق كان
يزركش أنفاسه , تعجبت لقسوتها الخجولة في أقصر حديث حصل بينهما. تسألت هل ما فقعلته صحصح أم أنه توجب عليها أن تستعمل أسلوبا" أخر! تذكرت أسوء الذكريات و شعرت أن العقاب هذا كافٍ له. لما العودة الى الخلف بعد اختياره مصير و مستقبل وحياة جديدة مع
انسانة أخرى ! هل عاودته الانانية التي أضاعت منه من يحب؟ هل أراد أن يثبت
شيئا" لنفسه؟ لم تعرف أن تعطي تفسيرا" واحدا" لكل ما تقدم , سوى
تفسير واحد و حيد, أن أنانية الحبيب مهما طال الزمان تعطيه درسا" في معرفة
قيمة الانسان الذي خسره .
و تمضي الايام...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق