حبر يرسم حروف من روح الواقع فيخترق بها العقل والقلب من دون قيود أو شروط فأٌقول وأقول

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

فوات الأوان

نسيان كان فيه امل اللقاء من جديد مستحيل, بينما كانت هي قد سلمت للأمر و اعتبرته ذكرى ماضية فاذا به يظهر في طريقها من جديد من غير حسبان . التقت العيون  و التفتا مرة اخرى اعتقدا أن ما رأته العيون كان مجرد تخيل فأعاد كلا" منهما النظر مرة أخرى ليتأكد من أن ما كان هو حقيقي . فطالت النظرات و أطال الصمت أكثر فتكلمت العيون و انشل اللسان و تبدلت المشاعر و صارت دقات القلب غير دقات وحتى الهمسات تغيرت. و بعد سكوت طويل قرر صاحب الصوت ان يفرج عنه :


هو : كيف حالك؟

هي : بخير و الحمد لله

لحظات صمت أخرى ...

هو : لما الصمت

هي : تفاجأت برؤيتك من جديد!

هو : اشتقت اليكِ!

هي : شكرا" لك

هو : شكرا" ! ألم تعريفيني أنا حبيبكِ ! أنا حبكِ القديم!

هي : لا لقد عرفتك , لكنك كما قلت الحب القديم , أي ان الشيء القديم لا رجعة له و مضى! كيف هي حياتك الجديدة؟

هو : الحقيقة اني اشتقت اليكِ , و لم انتظر منكِ هذا الرد, أيعني أنك نسيتيني, و كل شيء كان بيننا لم يكن حقيقي حتى الحب! افهم انكِ لم تحبيني يوما" ؟

هي : انت اعترفت بأنه قديم , و فيما يتعلق بحبنا لطالما حاولت و عملت جاهدة للمحافظة عليه و انت الذي كنت تستمر بالبعاد و تصرفاتك جعلت منه قديم بدل من ان تحافظ عليه. لكن كل هذا الحوار لا اهمية له , فكل واحد اختار طريق عكس الأخر.

لحظات صمت أخرى... يخترقها صوت الضجيج...

هو : شكرا" لكي على كل شيء !


و التف و تابع سيره و تركها مرة اخرى و حيدة من غيرأن يكمل الحديث متهربا" من حقيقة لطالما حاول أن يغيرها, فحاول أن يضع نفسه في موقع المظلوم و المغلوب على أمره . متناسيا" دموعها و تنهدات بكائها التي كانت أيام عشقهما و في اوقاتهما العصيبة التي كان يحاول فيها التملص من الحب الذي قضى أيام و شهور يحاول  الحصول عليه, على أن يسمع منها كلمة ترويه أو احساس يشبعه , فها هو خسرها بعد أن كانت بين يديه و ملك لقلبه .

بعد رحيله مرة أخرى, اندهشت لحاله, تعجبت لعودته و حديثه الذي أوحى لها بأن الفراق كان بالأمس , فالحنين كان يعبق بكلماته و الاشتياق كان  يزركش أنفاسه , تعجبت لقسوتها الخجولة في أقصر حديث حصل بينهما. تسألت هل ما فقعلته صحصح أم أنه توجب عليها أن تستعمل أسلوبا" أخر! تذكرت أسوء الذكريات و شعرت أن العقاب هذا كافٍ له. لما العودة الى الخلف بعد اختياره مصير و مستقبل وحياة جديدة مع انسانة أخرى ! هل عاودته الانانية التي أضاعت منه من يحب؟ هل أراد أن يثبت شيئا" لنفسه؟ لم تعرف أن تعطي تفسيرا" واحدا" لكل ما تقدم , سوى تفسير واحد و حيد, أن أنانية الحبيب مهما طال الزمان تعطيه درسا" في معرفة قيمة الانسان الذي خسره .
                                                                                          و تمضي الايام... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق