يعيش حالة انفصام جبرية ما بين الداخل والخارج يقسم أسبوعه بإجبار منها على الحال هذه. ففي أول الاسبوع يعيش دور الأعزب بكل ما فيه من طيش ومراوغات لكن بإحتياجات ونواقص أكثر تعوض في أخر الاسبوع ، وفي أخره يعود ليكون رب الأسرة ، حالة من النفاق و الكذب على النفس من اجل التعود والتأقلم مع حقيقة كاذبة.
ظروف عمله أجبرته على أن يكون في منطقة بعيدة عن منزله في أخر حدود البلاد ، لكن أنانية زوجته لم تسمح لها بأن تكون نصفه الأخر الذي يكمله في هكذا حالات ، فحاجته لدعمها و وقوفها لجانبه أكثر ما يمكن أن يصبره و يقويه.
ظروف عمله أجبرته على أن يكون في منطقة بعيدة عن منزله في أخر حدود البلاد ، لكن أنانية زوجته لم تسمح لها بأن تكون نصفه الأخر الذي يكمله في هكذا حالات ، فحاجته لدعمها و وقوفها لجانبه أكثر ما يمكن أن يصبره و يقويه.
لكنها إختارت إلا أن تبقى حيثما هي و تتركه في المنفى وحيدا" بحجج غريبة، تبرر فيها فعلتها . أما هو في اول الأمر إعتقد أنه سيتعود ويتأقلم ، فيمضي أكثر أيام الأسبوع بعيدا" لكي يعوض في أخر الأسبوع كل ما فاته من تمثيل مسرحية هذا الزوج .
شهور مضت و هو يحاول أن يتأقلم و يرتب حياته على روتين معينا" و يحاول بكل الوسائل و المغريات و الأساليب أن يقنعها بأن ترافقه لكي تكون معه لكن عنادها حالت ببقاء الحال كما هو عليه . بدأ يبحث عن وسائل ليقرب المسافات بينهما ليشعر بقربها، فوجد أن "الإنترنت" وسيلته الوحيدة فإختار حاسة النظر والسمع و ضحى بحاسة الشم و اللمس و التذوق لكي يشعر بأقل قدر ممكن من القرب منها .
مرة اثنان ثلاثة ومرات أخرى ، حتى قررت الملل من هذه اللقاءات الوهمية و عاودت التهرب والتحجج مرات أخرى، حاول أن يقوم بكل الاشياء وبحث عن جميع الطرق ليحسن الحال بينهما ، لكن ما من أمل بالإضافة إلى استحالت استقالته من العمل خاصة وهم بإنتظار ضيف جديد على وشك الوصول .
بعد كل هذه المحاولات قرر أن يختار طريقا" خاصة به بعيدا" عنها بما أنها قررت البعد و عدم التجاوب مع كل ما يمكن تحسين و تقريب المساقات ، وجد "الانترنت " متنفسا" له بكل مافيه من حسنات و الأكثر من ذلك سيئاته.
فبدأ يدخل المواقع و يتنقعل بالحديث مع هذه وتلك ، المحترمة والغير محترمة، العربية والأجنبية، يخرج مافي داخله من تهور ومشاعر وعبث ومراوغات .
يتنقل بالحديث بينهن ، ويتمتع معهن بشتى الوسائل ، فيختلفن بين التي تعطيه الفرصة و بين التي تصده و توبخه حتى و ان كن كثيرات فدائما" ما يجد بديلات .
ما من شيء يبرر فعلته ، فوصل لمرحلة الخيانة بكل معنى الكلمة، ولحظة شعوره بخطيئته قرر اعادة المحاولة مع زوجته لكن ما من نتيجة! قرر الإعتراف لها ،فلم تصدقه وهددها بأنه سيتزوج مرة أخرى فلم تهتم ، فبرودها عجيب و إهمالها أعجب و أنانيتها أوجع .
بعد الإنجاب بدأت تبربراتها تصبح أكثر ، حينها قرر أن يعيش فعليا" كأعزب عندما يكون في عمله، وأنه في عطلته يكون زوج وأب ورب أسرة ، حياة انفصام في الشخصية فيها من التمثيل والخداع الذي أجبر عليهم الكثير الكثير . أحيانا" ما يستيقظ ضميره من سباته ، فيذكره ويعلمه بأنه ليس أعزبا" وانه يوجد عائلة مسؤولة منه ولا يمكنه أن يغامر كأي أعزب .
يتنقل بالحديث بينهن ، ويتمتع معهن بشتى الوسائل ، فيختلفن بين التي تعطيه الفرصة و بين التي تصده و توبخه حتى و ان كن كثيرات فدائما" ما يجد بديلات .
سنة مضت على هذه الحال ، بعد أن كان يتسلى و يخون ويقضي حاجة بدوة أي تأنيب للضمير ، أحب لا يعرف كيف احداهن ، كانت محترمة ؟ نعم ، كان يبادلها نفس الاحترام؟ نعم ، هل أحبها فعلا؟ نعم ، هل أشعرته بقربها رغم المسافة وعدم معرفتهم ببعض؟ نعم ، مهما سألت فأجوبتي عليها هي نعم ، كانت ملاكا" أو معجزة بالنسبة له ، لكنه كان شيطانا" في المقابل لأنه لم يخبرها عن زواجه أو عائلته . في الفترة هذه كان تردده على المنزل يقل تدريجيا" لكن زوجته لم تشعر بالموضوع، فهي الأخرى كانت مازالت متعودة على العيش كعزباء ووجوده بالنسبة لها لم يكن يشكل فارقا" كبيرا" .
المهم بعد تعرفه على فلانة تحولت أوقات عائلته أوقات خاصة بعشيقته، حتى أدمن عليها وعلى وجودها في حياته، وعاش معها مرحلة حب كان من المتوجب انه عاشها و قطعها مع زوجته ، لكن عدم مبالاتها الغريبة بعد الزواج افقده الاحساس. قرر يوما" أن يفاتحها بموضوع الإرتباط لكنه باح لها بحقيقة ارتباطه أولا" وفعل ، انصدمت به ووبخته ورحلت ، حاول أن يوقفها و يشرح لها و يبرر لكن ها هي مرة أخرى من مراته التي لم يستطيع أن يقنع من يحب .
وأخيرا" بعد تفكير طويل وبأنانية متبادلة وضع زوجته بين خياريين لا ثالث لهما , إما الطلاق أو مرافقته, أما هي فقررت ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق