حبر يرسم حروف من روح الواقع فيخترق بها العقل والقلب من دون قيود أو شروط فأٌقول وأقول

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

بين الرائحة و الابتسامة

في المطعم القريب من عملها كانت كثيرا" ما ترتاده في الساعة الفلانية وقت استراحة الغداء لتتمتع بوجبتها وحيدة لم تكن إجتماعية و في حالها مع "حالها" . مع إستمرار ترددها لاحظته يجلس على الطاولة المقابلة لها، في نفس الوقت وكل يوم كمن يتقصد هذا الشيء. المهم أنها لم تعرف كيف أعجبت به ، اول مرة يحصل معها هكذاموقف أو تشعر بالاحرى بهكذا احساس ، فيوم بعد يوم صارت تنتظر ساعة الغداء لتذهب الى المطعم لكي تراه و تصلي بينما هي جالسة على الطاولة أن يلتفت إليها بأي نظرة .

اليوم كان شكله سعيدا" و بدأ يوزع ابتساماته عليها و هي تحمر خجلا" و تبادله المثل، ايام تخطت الشهرين و هما يوزعان نظرات و ابتسامات، لوهلة شعرت بجرأة لم تعهدها من قبل و قررت المبادرة بأي شي، فبينما هي تتناول غدائها و هو في الطاولة المقابلة اشارة له بيدها تعزمه على الطاولة ، فلم يبالي ولا حتى بابتسامة صغيرة، خجلت من فعلها و نفسها لكنها لم تمل وجربت ذلك في يوم اخر, لكن ايضا" لم تنفع الحركة .

 ما بين جرأتها و خجلها كان إعجابها به يحكم عليها بالافعال وردات الفعل..
تركت الموضوع قليلا" لينام فما أنن رأته يعاود النظر مع طلقات من الابتسامات الطائشة ، ترجلت من كرسيها و بخطى ثابتة و رشيقة توجهت نحو طاولته ، دنت منه و سألته : هل سبق أن رأينا بعض؟ رد بكل شموخ وقوة: قد تكوني رأيتني من قبل لكن الاكيد منه أني لم أسمع من قبل صوتا" بهذا الحنان و الرقة. حاولت استقراء كلامه فلحظات و استوعبت فكرة أنه أعمى، محللة عدم وقوفه أو النظر إليها بطريقة مباشرة و عشوائية ابتساماته و أهم شيء تركيزه على صوتها، تمالكت نفسها و تسمرت مكانها بدون أي همسة أو نفس واحد سوى خفقان قلب!

بعد اللحظات هذه ، تكلم هو، أتعلمين أن من يفقد حاسة من حواسه تصبح حواسه الاخرى اكثر قوة!  فانا أسمع خفقان قلبك أكثر مما أنتي تسمعين واعتقد انكي مازلتي واقفة فتفضلي بالجلوس
.
جلست و استجمعت قواها و قالت له: إني أراك منذ شهور ولم أعرف حالك وكنت أظنك تبتسم لي في حين كنت ابادلك نفس الشيء انا اسفة .  ضحك ضحكة خبيثة لكن صغيرة وقال لها انه منذ هذه الشهور وهو يرتاد المطعم باستمرار لسبب واحد سألته عن السبب فأجاب: كنت أتيي لكي اتمتع برائحتكي التي تسحرني وتجعلني ارسم شكلكي في مخيلتي وكأنكي جالسة أمامي ...

Published with Blogger-droid v2.0.9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق