هي , في منتصف الثلاثينات فيها الكثير مما يشتهي الرجال من صفات حسنة واخلاق وجمال ,عاملة ومؤثرة في عملها, تمثل عدم الاكتراث لأشياء كثيرة وبما أنها تجاوزت مرحلة الدراسة والعمل والنجاح لم يبقى لها سوى الزواج والانجاب .
هم يعتبرونها لم تنجز بعد ما يجب انجازه متناسيين أن القسم الثاني من واجباتها التي هي أصلا" حقا" لها متعلقة بشيء واحد وحيد لا ثاني له "النصيب" . الكل من حولها يزعجها ويضغط عليا ,خاصة هن يذكرنها بهذا الموضوع في كل المناسبات السعيدة وكل الجلسات العائلية أو الاجتماعية أو حتى حين تلتقي بإحداهن بعد وقت من الزمن أو سؤال تسأله "شو اتجوزتي" قد يكون بحسن نية ولكن تكرار الموضوع يصبح منفر .
لا يفهمن أن اختيار شريك الحياة أصعب الامور من حيث التفاهم والتكامل, فلا يمكن القبول بأي أحد على الرغم من أن للقدر يد في هكذا قرارات , لابد من اختيار شريك مناسب لهكذا أيام وليس القبول بأي احد من اجل الانتهاء من لقب "عزباء" .
تكابر على نفسها وتقول لا يهمها هذين الموضوعين , مع أن الحقيقة أنها تشعر بوحدة و نقصان فكلما رأت طفلا" بين أحضان أمه أو طفلا" يلعب حولها , سارعت لتسرق قبلة من هذا و حضن من هذه . وإشتاقت لإحساس الحب عند رؤيتها لزوجين يعيشان الحب أو يمثلانه لا فرق .
يتمنين لها المثل سعادة كانت أم تعاسة ومنهن من يزعجنها أكثر من اللواتي يريدنها أن تتمثل بهن, هن من يدفعنها لعدم الاقبال على هذه الخطوة كنصيحة, أي نصيحة هذه ان كنتي ما قمتي بتجربته كان تعيسا" لما تحكمين عليها بالفشل قبل التجربة , فلكل منا حق التجربة مهما كانت النتيجة .
هن متناقضات ومزعجات إن كان بقصد أو غيره , فلكل منا قسمة ونصيب مهما حاول أن يغيره أو يجمله لن يهرب منه مهما حصل. وفي عزلتها, تهلوس ان كانت هي سبب النقصان هذا الذي هو في الحقيقة ليس نقصان و لا خطيئة ولا شيء من الاشياء الموجودة في عقولهن الغبية الصغيرة .
تنظر لنفسها في أكبر مرآة لديها بتفاصيلها وتكاوينها , تبدأ من شعرها تمشي نظراتها متباطئة بشدة و تتدحرج على تفاصيل جسدها حتى أخمص قدميها . بعدها تجلس على جانب السرير و تحمل بيدها ورقة و قلم و تبدأ بنص صفاتها و تصرفاتها و تعاملاتها مع الناس و خاصة أصدقائها وبدأت تصف نفسها وترتب كلماتها و مواقفها لتقيم تصرفاتها .
وبعد تفكير مطول قررت أن "من تدخل فيما لا يعنيه سمع كلام لا يرضيه" نقطة