هي كل الجنان والحب والطيبة والرقة، هي وادي عميق للأسرار والحكاوي، هي الحب الذي لا يعرف حدود ولا أي قيود. أحبته،ومرارا" كانت تترك نفسها لنفسها وتطلق العنان لحبها وعشقها وجنونها فتنسى الكبرياء والكرامة وتغامر وتقدم التنازلات بحثاً عن حقيقة حب ، لطالما رسمت ملامخه وشعرت بأحاسيسه مع نفسها بإنتظار هذا الفارس الذي ستتشارك معه كل الكنوز والأحلام والعشق والجنون. فترسم نفسها وتلون أفكارها وتطلعاتها كما تريدها، وتخطط ملامح طريق الحياة على أساس ان لا تراجع ولا إستسلام، مهما حاول الحبيب فرض القيود أو الشروط فإما كما هي أو فليبتعد ليكون كما لم تكن موجودة.
ما ان يأتي هذا الفارس الساحر حتى تتخبط كل الأفكار ببعضه البعض وتختلط الوات أفكارها وتتبعثر أحلامها وتطلعاتها، فتفكك احلامها وتستسلم له ليعيد تكوينها من جديد. قتضيع ملامحها من الوجود لتصبح دمية يسيرها أو طفلة يغلمها ويغسل دماغه بأفكاره وأحلامه على هواه.
فبعد أن قدمت له فروض الولاء والطاعة، بعد ان جمعت طريقها بطريقة ليصيروا طريقاً واحدة هو قائدها ومسيرها ومهندسها من خلال لحظة حب ونسمة عشق، فنسفت كل احلامها وناسها وأهلها وذكرياتها لتكون في المجهول معه هو فقط لاغير.
بعد ان ارادت ما يريد قرر البحث عن المستحيل ليجد مخرجاً من مشروع لم يعنيه، كان مجرد مسرحية كان هو المخرج فيها والبطل. بدأ يخترع القصص ويبحث عن أشياء من المبكر التخدث عنها او حتى التفكير فيها، اعتبر أنا هذا ذكاء منه وغباء منها،أفكار واحتمالات من الإستحالة أن تحصل مهما استطاعت الحياة أن توصلهما له.
بدا يرسم صور لردات فعل لم يواجه بها أصحابها ولظروف مبهمة واوهام في عقله المريض، حتى في لحظة النهاية اخترع حجة كانت غير مقنعة لها لكن تردده الدائم دفعها لتمثيل الاقتناع وتنسحب من حياة طفل لم يعرف ماهو الحب والصدق والمسؤولية ولا حتى معنى الرجولة التي لم يعرفها يوما" سوى في غيرته المريضة والمجنونة. كان في لحظات اتخاذ القرارات المصيرية كان يدفعها دائما" لتكون الرجل عنه، وعند انزال ستار النهاية هذه كان القرار قرارها ودفعها لا شعورياً ليتحول كل الحب والحنان والرحمة والعطق الى عكسهم، فحولها بلحظة من ملاك الى شيطان فيه من الكره والبغض والسوداوية والجبروت ما لم تعرفه يوما".
ألمها لم يكن بسبب انسحابه بل لمعرفتها انه قرر أن يرجع لمن جرحته يوما" وتخلت عنه وأنها لم تكن في حياته سوى لعبة يمضي وقتا" معها لينسى أخرى. التصرف الوضيع الصادر عنه حول الوردة الى شوكة تجرح كل من يدنو منها حتى صار الجميع يخاف ان يرميها بهمسة.